الأربعاء، 24 أبريل 2013

تطبيقات الكمبيوتر في التربية الخاصة


إن تطبيقات الكمبيوتر في مجال التربية الخاصة متنوعة وتعكس تنوع الحاجات التعليمية الخاصة المتباينة للطلبة المعوقين والموهوبين الذين يعنى هذا المجال بتعليمهم وتدريبهم . ومن التطبيقات المهمة للحاسوب في مجال التربية الخاصة :
1. معالجة المعلومات والتعلم التفاعلي :
في بداية الأمر ، تخوف كثيرون في مجال التربية الخاصة من ان الاعتماد المتزايد على الكمبيوتر سيقود إلى المزيد من العزل للأشخاص المعوقين . ولكن الكمبيوتر أصبح أكثر الأدوات التكنولوجية استخداماً في برامج التربية الخاصة ، وقد فسر معظم النجاح الذي حققه استناداً إلى حقيقة أنه نسخة إلكترونية من الآلة التعليمية اليدوية التي طورها عالم النفس ( ب . ف . سكنر ) ، فبرامج الكمبيوتر ذات التصميم الجيد تزود الطلبة بالانتباه الفردي ، والتغذية الراجعة المتواصلة ، وهي تعتمد على مباديء التعزيز الإيجابي .والأكثر أهمية من ذلك أن الكمبيوتر هو الوسط التعليمي التفاعلي الوحيد ويسمح للمستخدم المعوق بالسيطرة الكاملة على عملية التعلم الفردية ويسهم في تطوير إحساس بالإنجاز الشخصي .
2. التخطيط للتدريس :
لقد تبين أيضاً أن الكمبيوتر أداة فعالة لتنظيم المعلومات المتعلقة بالبرامج التربوية الفردية للطلبة ، فالمعلومات حول أنماط القوة والضعف التعليمية الفردية يمكن الاحتفاظ بها وتحديثها بسهولة من خلال الكمبيوتر . وعند تحليل ارتباط هذه المعلومات بالبيانات المتوفرة على مستوى أداء الطالب ، تتحسن قدرة المعلم على اتخاذ القرار وبالتالي يتحسن البرنامج التدريسي . وتحليل المهارات التعليمية محكي المرجع بمساعدة الكمبيوتر يسمح للمعلم بالتركيز على التعلم المتقن بدلاً من استخدام نموذج التقييم التقليدي الذي يركز على الإخفاق . ومن شأن تحليل الارتباط بين قاعدة المعلومات التي يوفرها الكمبيوتر حول المهارات محكية المرجع وبين تسلسل المواد التعليمية المستخدمة في غرفة الصف أن يوفر للمعلم مزيداً من الإمكانيات لتحسين وتفعيل خططه التدريسية ، ويسمح بتصحيح الاختبارات بمساعدة الكمبيوتر بالتحليل محكي المرجع لدرجات الطالب المتحققة على كل من اختبارات القدرة والتحصيل .
3. التواصل :
تتمثل إحدى أهم استخدامات الكمبيوتر في توظيفه كنظام تواصل إلكتروني ، فالطلبة يستطيعون استقبال المعلومات عبر الكمبيوتر باستخدام النموذج الحسي الأقوى لديهم ويستطيعون التحكم بسرعة تقديم المعلومات ، وبذلك فهم يركزون انتباههم على محتوى المعلومات وليس على عملية الاستقبال ذاتها .والتواصل التعبيري يتحسن تبعاً لنفس الأسلوب الذي يتحسن فيه التواصل الاستقبالي .
4. الأدوات الاصطناعية المساندة :
ترك استخدام الكمبيوتر للتواصل الاصطناعي أثراً كبيراً في حياة الأشخاص المعوقين ، فوحدات التواصل من قبيل ( Super Phone ) مكّن الأشخاص الصّم من إجراء مكالمات هاتفية مع الأشخاص السامعين باستخدام هواتفهم المنزلية .ومكنت لوحات وطابعات بريل الأشخاص المكفوفين من دخول عالم الكمبيوتر وشبكات المعلومات التكنولوجية . وساعدت الأجهزة الإلكترونية الأشخاص المعوقين على قراءة وطباعة المواد المتوفرة لعامة الناس . وجعلت نظم الكمبوتر المستحثّة بالصوت والموصولة بعلب تشغيل خاصة الأشخاص المعوقين جسمياً قادرين على التحكم بالأجهزة الكهربائية في بيتوهم . وسمحت الأدوات التكنولوجية المكيفة الأخرى ( مثل : لوحات التواصل الإلكترونية ، وأدوات المسح الخاصة ، والمفاتيح التي تعمل بالضغط أو اللمس أو الصوت ) للأشخاص ذوي الإعاقات الشديدة جداً باستخدام تكنولوجيا الكمبيوتر . فالشخص المعوق جسمياً الذي لا يتكلم يستطيع الآن استخدام نظم الكمبيوتر المعدلة هذه للتحدث مع الآخرين في المدرسة وفي البيت . إضافة إلى ذلك ، فإن نظم الاتصالات المربوطة بالكمبيوتر تمكّن الأشخاص المعوقين من التواصل ، والعمل ، والترويح عبر أجهزة الكمبيوتر المنزلية .
5. الترويح والتسلية :
تقدم تطبيقات التكنولوجيا في المجال الترويحي فرصاً واعدة للأشخاص المعوقين . وتمثل ألعاب الكمبيوتر الوسط الترويحي الوحيد الذي يشمل تفاعلاً حقيقياً . فالمستخدم يشارك شخصياً في النشاط ولا يكتفى بدور الملاحظ السلبي كما هو الحال في الوسائط الأخرى مثل الراديو ، والتلفزيون ، الأفلام . وتسمح ألعاب وبرامج الكمبيوتر المتوفرة حالياً للأشخاص المعوقين جسمياً ، على سبيل المثال ، بالمشاركة في أنشطة رياضية متنوعة ، وتقديم بعض البرامج للمستخدمين ألعاباً تستثير التفكير ، وتوفر برامج أخرى فرصاً لتنفيذ أنشطة متنوعة مثل البحث ، والقراءة ، والدراسة الشخصية .
6. البرنامج التربوي الفردي :
يمكن وصف البرنامج التربوي الفردي ( Individualized Eucation Program ) باعتباره نظاماً يحدّد موقع الطالب حالياً ، وإلى أين سيصل ، وكيف سيصل إلى هناك ، وكم من الوقت سيستغرق للوصول ، وكيف سنعرف أنه قد وصل فعلاً إلى الموقع المنشود . وعلى ضوء ذلك ، تم أتمتة عدد من البرامج لمساعدة المعلمين من خلال قيام الكمبوتر بتأدية بعض المهمات التي يتضمنها تخطيط البرنامج التربوي الفردي وتنفيذه . فعلى سبيل المثال ، تقوم بعض البرامج المحوسبة بتخزين أهداف طويلة المدى وأهداف قصيرة المدى في المجالات المختلفة . ويستطيع المعلمون وأعضاء الفريق الآخرون عرض هذه المعلومات على الشاشة ومن ثم اختيار الأهداف الملائمة منها . ويمكن تعزيز هذه الأهداف بأدوات قياس وإجراءات تدريسية مناسبة . ويتوفر حالياً برامج محوسبة تقوم بإعداد البرامج التربوية الفردية بالكامل حيث يقوم المعلمون بإجراء التعديلات التي يرونها مناسبة على ضوء المصادر التعليمية المتوفرة لهم .
7. القياس والتقييم في التربية الخاصة :
لا تقتصر مسؤوليات معلمي التربية الخاصة على التدريس فقط ، فهم مطالبون أيضاً بالعمل مع معلمي المدارس العادية ومع اختصاصي علم النفس المدرسي للقيام بملاحظات قبل إحالة الطالبة المشتبه بضعفهم إلى التربية الخاصة . كذلك فهم مطالبون باتخاذ قرارات بشأن الأهلية لخدمات التربية الخاصة وبتوثيق مستوى التقدم الذي يحرزه كل طالب . وقد أصبح ينظر إلى التكنولوجيا باعتبارها وسيلة لتنفيذ تقييم أفضل وفي وقت أقل . وفي العقدين الماضيين ، بينت البحوث المتصلة بالتقييم المستند إلى الكمبيوتر كيف أن هذه الأدوات التكنولوجية يمكن أن تحاكي التقييم الذي يقوم به الناس ، وكيف أن هذه الأدوات التكنولوجية يمكن أن تكون أكثر جدوى وفاعلية من العمل اليدوي المرهق والمستغرق للوقت .
8. تدريب كوادر التربية الخاصة :
ان تقديم الخدمات التربوية الخاصة والخدمات المساندة الفعالة والمناسبة للطلبة ذوي الحاجات الخاصة يتطلب كوادر مدربة جيداً تعي أحدث التطورات في الميدان . ولذلك فإن تدريب الكوادر قبل الخدمة وفي أثنائها يعتبر من المهمات الرئيسة الموكلة للقائمين على إدارة التربية الخاصة . ولكن تنفيذ هذه المهمة بشكل فعال يتطلب التزود بمعلومات عن الممارسات الميدانية الحديثة ومصادر التدريب المتوفرة في المجتمع المحلي . وفي هذا المجال أيضاً ، تستطيع تكنولوجيات المعلومات تيسير عملية الوصول إلى المعلومات اللازمة . علاوة على ذلك ، تتوفر حالياً برامج محوسبة تقدم التدريب للكوادر بشكل مباشر .
9. إدارة التربية الخاصة :
تعتمد الإدارة الفاعلة لبرامج التربية الخاصة بالضرورة على توفر معلومات دقيقة وحديثة عن هذه البرامج . فمثل هذه المعلومات تلزم لتنظيم الخدمات ومتابعة تقييم مدى فعاليتها والتخطيط للمستقبل ، وغير ذلك من الأهداف . ومعروف أن جمع المعلومات ، والمحافظة عليها ، وتحديثها ، وتحليلها يتطلب جهود كبيرة تثقل كاهل الكوادر . ولمواجهة مثل هذا التحدي ، فقد تم تطوير عدد من نظم المعلومات المحوسبة الخاصة بمتابعة المعلومات وتحليلها . ويمكن تشغيل هذه النظم بأجهزة الكمبيوتر التقليدية وغير المكلفة .
10. تطبيقات الحاسوب في التأهيل :
لا تقتصر استخدامات الحاسوب على التدريس الأكاديمي . فمع الاهتمام المتزايد بتيسير انتقال الطلبة ذوي الحاجات الخاصة من المدرسة إلى عالم العمل ، تزداد الحاجة إلى توظيف الحاسوب في برامج التأهيل المهني ولأن بعض المهن تعتمد على إدارة المعلومات أكثر مما تعتمد على إدارة الأشياء ، فإن الكمبيوتر ، من حيث المبدأ ، يسهم في إتاحة فرص عمل أفضل لذوي الاعاقات الجسمية الشديدة . ومن الأمثلة على هذه المهن : التحرير ، وبرمجة الكمبيوتر ، قراءة وكتابة نتائج تحليل العينات في المختبر . واستناداً إلى ذلك ، فثمة حاجة إلى إجراء دراسات استطلاعية وتجريبية مبتكرة لإعادة تصميم بعض بيئات العمل .


فيّ العمري

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق